عسكريم يرعص ( من مذكرات بردقاني .. 1 .. ) !!!!!
آيسكريم
وبلهجتنا عسكريم !!!
تعرفنا عليه عن طريق جيران ( خوالي ) في متروك
كانوا يبيعونه مثلجاً في أكياس .. اثنتين بريال !!
توت وسكر وماء يثلج في الفريزر ثم نشتريه (ونشق الكيسة) ونبدأ بمصه حتى ينتهى
طبعاً لابد أن نُضرب بعد أكله من أهلنا
لأننا ( نطبع ) ملابسنا المتسخة أصلاً !!!!!!!!!!
ولأننا نعرض أنفسنا للوز و ( الصخنة )
ـــ
بعده أتت مرحة أبو يمن وجيوب الشاصي التي تحمل فريزر فيدور بها في الحارات
ويبيع علينا بعد أن نركض خلفه ونصارخ ونزاعق كي يتوقف
وفي هذه المرحلة تعرفنا على أنواع ألذ ونكهات جديدة
ولكن هذه المرحلة لم تدم طويلاً فانتشار البقالات قضى عليها سريعاً
ولكننا حتى الآن لم نتعرف على العسكريم بمعناه الحقيقي
ـــ
ثم بعد سنوات أتى الفتح العظيم
وتعرفنا على العسكريم الذي يعرفه العالم كله
وحدث هذا في قصر أفراح الشفاء
هناك بعد بناء القصر وتعدد الزواجات فيه تفتقت فكرة جهنمية في ذهن أحدهم
فاستأجر بقالة بجانب باب النساء في القصر
وهي محل تابع لمبنى القصر
وفي هذه البقالة وضعت ثلاجة لصنع العسكريم
يملأها من الأعلى بالحليب المخصص ثم يسحب الذراع فتخرج لنا العسكريم
كان يباع بريال للعلبة ومعها الملعقة أو بالبكسويت وهذا مخصص لمحبي ( اللعط )
وكانت هذه البقالة تمثل لنا ثورة في طفولتنا
فقد كنت أجمع كل بطاقات ( العروس ) وأدقق فيها
والعرس الذي في قصر الشفاء أحتفظ ببطاقته عندي وأتأكد منها كل يوم وأذكر أميمتي كي لا تنسى
وعندما تنوي أمي حضور الزواج فإني أبدأ في إقناعها من الصباح لتأخذني معها
وأحلف مليون مرة أني سأكون عاقلاً ومؤدباً
وأركب في سيارة والدي من العصر استعداداً للذهاب
وفي مخباتي ثلاثة ريالات كي أشتري العسكريم
واحدة قبل العشاء
وأخرى بعد العشاء وكلتاهما من نوع البسكويت اللي يلعط
أما الثالثة في علبة وأشتريها قبل العودة للبيت لأضعها في الفريزر وآكلها من الغد
ـــــ
لكننا وقعنا في مشكلة عويصة
ماذا نسمي ذلك العسكريم الذي يباع في بقالة قصر الشفاء ؟؟!!
وكان لابد لنا أن نخترع له اسماً كي نصفه لأقراننا ونغيظهم به
فنسألهم بنجاستنا المعهودة : عمركم ذقتوا عسكريم ........... ( لنقهرهم ونغيظهم )
واحترنا بماذا نملأ الفراغ !!!!!!
وذات زواج عقدنا اجتماع لهذه المهمة الكبيرة والمصيرية
كنا أربعة أطفال واقفين عند البقالة نلعط عسكريمنا ونفكر بعمق
وكلٌ منا يدلي بدلوه فلم نتفق على تسمية مناسبة !!!
حتى أتت بنت صغيرة من داخل القصر ( وطبعاً لابد من التميلح من قبلنا نحن الأربعة)
فطلبت البنت عسكريم ؟
فأعطاها البائع من الجاهز في الفريزر
فقالت : لأ أبي عسكريم يرعص !!!
عسكريم يرعص !!!
هكذا أسميناه فقد كان وصفاً دقيقاً له
فهو عسكريم ولكنه يرعص
إذاً فهو : عسكريم يرعص !!!
أسميناه هكذا
وفي جيلنا ومحيط عائلتنا انتشر هذا الاسم له
فأصبح يعرف بهذا الاسم فقط
ـــــــــــــ
لاحقاً أتى لبيتنا ضيوف من الرياض
لحضور زواج في قصر الشفاء
ذهبنا نحن وأبناء ضيوفنا ومعنا عدتنا وعتادنا وريالاتنا
وكنا نعتقد أن ثروتنا القومية ( عسكريم يرعص ) لا يعرفه أحد غيرنا
ولا يوجد في مكان في الدنيا سوى بقالة قصر الشفاء
ذهبنا هناك وأُخْرجنا من القصر نحن وأطفال ضيوفنا رغماً عنا
لأن أبناء أهل العريس والعروسة ( يطلعون العيال ) وهي مهمة كبرى ومقدسة
ويبقون هم عند النساء لمحاربة أي طفل يدخل القصر !!!!!!!!!!!
واشترينا العسكريم لنا ولضيوفنا الصغار
وكنا بكل الفخر والزهو مع شيئ المنة والحقارة نقدم لهم ( عسكريم يرعص )
وقبل أن نمده لهم نأخذ منه لحسة (محرد لعانة)
ويال المفاجأة والخيبة والألم
كانوا يعرفونه مسبقاً : ويسمونه ( آيسكريم بللو )
صعقنا بعنف
وقلنا بغضب : بل هو عسكريم يرعص
فيضحكون ويقولون : ياقراوى بل هو آيسكريم بللو
آثرنا الصمت أمامهم
فهم أهل الرياض وأعرف منا وأكثر تطوراً
وكذلك سخريتهم كانت لاذعة ومؤلمة
ولكني حتى الآن أنا أسميه عسكريم يرعص ولكن بيني وبين نفسي
ـــــــــــ
لاحقاً تطور الأمر وظهر عسكريم ياسمين وسيارته العجيبة والجميلة ( وبوريها ) المميز
طرط طرط طراااااا
طرط طرط طراااااااااا
فنخرج جميعاً من بيوتنا لنشتري (عسكريم يرعص)
وبعضنا يسمعه من الشارع الآخر فيمتطي دراجته ويبحث عن مصدر الصوت حتى يجده
ثم يدعوه للحاق به لشارعه وعند بيته
وهو فرح وكأنه يزف عريساً
طرط طرط طراااااا
طرط طرط طراااااااااا